الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

هيكل والاسلام هوالحل


 د.ناجي صقر

الأستاذ هيكل قيمة صحفية لا يختلف عليه اثنان فهو ان شئنا أو أبينا موسوعة تاريخية أولا وسياسية ثانيا ولكن هذا لا يمنع أن نختلف معه ... أو على الأقل نعارضه فى بعض أفكاره والهواجس التي ما زالت تسيطر عليه وما زالت فى بؤرة ذاكرته وتشكل جانبا هاما ومؤثرا من قناعا ته وهذه الأفكار والهواجس هى من ارث الحقبة الناصرية التى مازال الأستاذ هيكل أسير لها رغم اندحارها وفشلها وهلاك صاحبها بعد انتكاساته المعروفة والشهيرة فى كل حروبه فضلا عن سياساته القمعية المستبدة فى إدارة الدولة وأظن كما يظن كثير غيري أن الأستاذ هيكل كان مشاركا فى صناعة كثير من القرارات أو معظمها ولو بطريقة غير مباشرة وعلاقته الحميمة و الوثيقة بديكتاتور وجلاد مصر الأشهر عبد الناصر.

وقد صرح الأستاذ هيكل في حديث له من أحاديثه لقناة الجزيرة – التى أواظب دائما على الاستماع إليها ليس لأهميتها فقط ولكن لطبيعته فى إثارة اللغط حول الكثير من الثوابت الى لا يختلف عليها اثنان خاصة الإسلامية منها وإثارة كثير من علامات الاستفهام حول لغز شخصيته الغامض التى يختلف عليها الكثير وأنا واحد منهم وأثناء تعرضه للربيع العربي وزوال الدولة البوليسية القمعية الى غير رجعة - ان شاء الله تعالى-

وهذه الانفراجة التى تشهدها الشعوب العربية وتتنسم أريجها بعد فتر طويلة من القمع والاستبداد وكنت أظن أن الاستاذ سيثمن هذه الثورات المجيدة الرائعة وماهى التحديات الى تواجهها وموقف الدول الكبرى منها ولكن أبت نفسه الا غمز ولمز مايمس عقيدة المسلمين بقوله(ما تجيش تقولي ألان الإسلام هو الحل وان الغرب لن يسمح بدول مسلمة على الشاطىء الجنوبي لأوروبا) ما يقصده الأستاذ هيكل ان الإسلام ليس له اى علاقة بالحكم وادارة شئون الدولة من قريب أو بعيد ويجب وضعه على الرف يعنى يختزل الإسلام والقرآن كلية فى المسجد فقط وشئون الزواج والطلاق أما شئون ادارة الدولة والحكم فليس للإسلام علاقة من قريب أو بعيد ، هذا ما يقوله الأستاذ هيكل وبالطبع ليس هذه أول مرة ولا أدرى هل نسى الأستاذ هيكل عن قصد أو غير قصد أو تناسى- للأسف الشديد- وهو كما قلت آنفا أنه موسوعة تاريخية ان الغزو الصليبي هو الذى قام بتنحية الشريعة عن الحكم فى البلاد الإسلامية التي دنستها قدماه واستكانت الأمة لما أحدثه الغزو الصليبي لفترة من الوقت وان أوربا عاشت فترة عشرة قرون كاملة فى ظلمات القرون الوسطي المظلمة بسبب فساد دينها وسيطرة الكنيسة وطغيانها ولكن بعد الفتح الاسلامى والاحتكاك بالمسلمين الذين كانوا فى الفترة ذاتها فى أوج تقدمهم وحضارتهم وتمكنهم فى الارض فترجمت أوربا كل العلوم والمعارف الإسلامية فتعلمت وتقدمت ثم سيطرت وتمكنت فأذلت الشعوب الضعيفة وقهرتها وأذاقتها كل أصناف الذل والقهر فنظر الاستاذ هيكل الى هذى الحقبة من هوان المسلمين وجبروت الغرب الذى لن يسمح بقياد دولة مسلمة على الشاطىء الجنوبى للمتوسط ولم تسعفه ذاكرته (نعذره بالطبع لسنه المتقدمة)ومراجعه عن استعادة العوامل المسببة لنهضة وقوة الغرب التى هى فى الأصل من فضل وعطاء الحضارة الإسلامية وأذكر الأستاذ هيكل بما قاله المفكر والفيلسوف الانجليزى برنارد شو – لو أن محمدا (صلى الله عليه وسلم ) بين ظهرانينا لحل مشاكل العالم قاطبة وهو يحتسى فنجانا من القهوة.

وبالطبع يعلم الأستاذ هيكل أن برنارد شو ليس مسلما ولا هو من جماعة الأخوان المسلمين أو ينتمي الى حزب الحرية والعدالة يقول هذا ليس لعلمه بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم فقط وإنما لعلمه انه اكثر الخلق حرصا وحزما على تطبيق هذا المنهاج وهذه الشريعة التىجاء بها من قبل الله تعالى والأستاذ هيكل يقول ماتقوليش الان الإسلام هو الحل. وأذكر الاستاذ هيكل هنا لما كانت دولة الإسلام العظيمة التي كانت تمتد من الصين وقرغيزياو فارس (خراسان) شرقا إلى المحيط الاطلنطى غربا ومن تركيا والأندلس شمالا الى اواسط افريقيا جنوبا وكان البحر المتوسط بحيرة إسلامية وكانت من القوة والمنعة أن قوضت ممالك الفرس والروم وسادت العالم ودانت لها الممالك وكانت الدولة العظمى المتوجة.

وهنا سؤال أوجهه الى الأستاذ هيكل،أى شرع وأى قانون وأى دستور كانت تحتكم اليه الإمبراطورية الإسلامية فى هذا الوقت طبعا ليس الى الدستور الا نجليزى أو القانون الفرنسي وبالطبع كان القانون والدستور الامريكى مازال عدما قبل اقتباسه(وسرقته )من الدساتير الأوربية فأى قانون و أى دستور كان يحكم هذه الإمبراطورية؟؟ كيف ساد العدل وتجسد فاحسته الشعوب ولم يكن درسا فى المطالعة مقررا فى مراحل التعليم كما كان فى عهد سلفك وشريكك في حكم مصرهذه التساؤلات إنما هى إجابة مختصرة لمعنى الإسلام هو الحل فهو ليس شعار انتخابي فقط أو نتيجة جهد بشرى أو ناتج عصف ذهنى وفكري وإنما هو نظام حياة كامل فهو دولة ووطن ...أو حكومة وأمة .. وهوخلق وقوة..أو رحمة وعدالة ..وهوثقافة وقانون .. أو علم وقضاء.... وهومادة وثروة ..أو كسب وغنى .. وهوجهاد ودعوة.. أو جيش وفكرة.. كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواءهذه هى شريعة الإسلام الغراء التي حكمت العالم كله لعدة قرون متصلة ساد في العدل والقسط وتأصلت فيه كل معاني الحرية والعزة والكرامة ولكن للأسف الشديد نجد بعض المسلمين و حضرتك بالطبع منهم- وليس الغرب- يقفون من الشريعة الإسلامية موقف الخصام والعداء ليس لأهداف خاصة أو قناعات عاجزة ولكن من باب التقليد العمى أو الانسياق المشبوه غير المبرر وان دل على شيء فإنما يدل على خلل وعوار نفسىأو ضغينة لكل ماهو اسلامى ، أو لعله خريف العمر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثرة قراءة